حلّت الجزائر في المرتبة الـ 8عربيّا والـ61 عالميّا من حيث الاستثمار بمواردها البشرية، في تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي الذي رصد الدّول الأكثر استثمارا في طاقتها البشريّة، بعد كل من قطر والأردن ومصر والسعودية والمغرب وتونس، رغم أنّها تنفق نصف ميزانيتها على هذا المجال الذي يمثّل ثروة في يد الدّول التي ينبغي استغلالها بهدف تحسين الإنتاجيّة والمردودية.
صنّف المنتدى الاقتصادي العالمي في تقرير له الكويت في المركز الـ06عربياً والـ93 عالمياً من حيث استثمار الموارد البشرية، في حين تصدّرت الإمارات الترتيب العربي، وجاءت في المركز 54 عالمياً، وبالعودة إلى الاستثمار بالموارد البشرية في السوق الوطنية وكذا تصنيفها أوضح الخبير الاقتصادي كمال رزيق لـ المحور اليومي أنّ تصنيف الجزائر جاء في مرتبة كارثة إذا ما قورنت بحجم الأغلفة المالية التي تضخّها الدولة في مختلف القطاعات، ونظرا للجهود التي تبذلها في عدّة مجالات مثل مجال التربية والتعليم، مضيفا أنّ الجزائر للأسف تأخذ بعين الاعتبار الكم وليس الكيف، فمثلا في امتحانات شهادة البكالوريا يتم إعطاء أهميّة للأرقام فقط، فالمغرب حسب الخبير أقلّ من الجزائر من حيث الإمكانيات، غير أنها تحتل أحسن المراتب، كما أنّ الإنفاق في الجزائر على الموارد البشرية أكثر عشرات المرّات من قطر، لذلك وصفت مرتبته بالسيئة، بالنّظر إلى الموارد والنفقات الهامّة التّي ترصدها الدولة والتي تصل إلى نصف ميزانيتها، والتي يقابلها رداءة الخدمات والمخرجات، على غرار توفير جامعات بمخرجات ضعيفة.
وقال الخبير إنّ تصنيف الجزائر يمثّل مرتبة مقبولة واقعيا، مضيفا أنّه في الجزائر نعاني من غياب الإحصائيات وصعوبة الحصول عليها، بحجة سريّة المعلومات مقابل رداءة الخدمات، داعيا في هذا السياق إلى إعادة النظر في تسيير المؤسسات الذي يجرّ الحكومة إلى الإعتماد على الأجانب في تسيير مختلف قطاعاتها، مشدّدا على ضرورة تسطير أهداف معينة وتحقيقها. واستحوذت الدول الأوروبية على قائمة الدول الأكثر استثمارا في التعليم والمهارات، منتزعة سبعة مراكز من المراكز العشرة الأولى، وشملت القائمة دولتين من آسيا وواحدة من أميركا الشمالية، بينما خلت تماما من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأميركا اللاتينية والكاريبي، وكذلك دول الصحراء الإفريقية. ووفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي، احتلّت الولايات المتحدة الأمريكية المركز الأول في مستوى التعليم العالي، وحقّقت كذلك المركز الأول من حيث عدد خريجي الآداب والعلوم الإنسانية على مستوى العالم، تلتها اليابان وبريطانيا وبنغلاديش وكوريا وألمانيا وميانمار وروسيا وفرنسا وإيطاليا.
المصدر